drkonneh

تاريخ الإسلام والنصرانية في جمهورية ليبيريا

الحمد لله القائل في محكم تنزيله: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّه...

الحمد لله القائل في محكم تنزيله: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) [البقرة: 120]، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله المصطفى وعلى آله وأصحابه ومن تسن بسنته إلى يوم الدين. وبعد:

جمهورية ليبيريا:

الاسم ليبيريا: مشتق من لفظة لاتينية تعني "الأرض الحرة". والاسم الرسمي الكامل: "جمهورية ليبيريا"، ونظام الحكم جمهوري، ودين الدولة علماني، وفرق التوقيت: صفر؛ طبقا لتوقيت جرينتش.

موقعها:

خريطة جمهورية ليبيريا

تقع جمهورية ليبيريا على الساحل الغربي للقارة الإفريقية، عند انحناء الجنوب الغربي شمالي خط الاستواء المسمى "ساحل غينيا العليا" تحدها من الشرق: كوت ديفوار(ساحل العاجل)، ومن الشمال: جمهورية غينيا كوناكري، ومن الغرب: جمهورية سيراليون، ومن الجنوب: المحيط الأطلسي.
وأهم الموانئ في : بوشانان ( Buchanan)، و منروفيا (Monrovia) .


وصف العلم:

علم جمهورية ليبيريا
يتكون علم ليبيريا من أحد عشر شريطا أفقيا متساويا، تتبادل اللونين الأحمر والأبيض، بحيث يكون الشريط الأعلى والأسفل باللون الأحمر، وتوجد في الركن اليساري في الأعلى نجمة خماسية بيضاء في مربع أزرق، وتصميم العلم الليبيري مستوحى من العلم الأمريكي.

الاستقلال:

 تعد جمهورية ليبيريا ثانية أقدم دولة مستقلة يسكنها السود في العالم؛ إذ تقدمها فقط دولة هاييتي. تم إعلانها جمهورية مستقلة عام 26/07/1847م، ولم تكن دولة مستعمرة.وكان أول رئيس جمهورية انتخب لها جوزيف جنكيس روبرت (Joseph Jenkins Roberts) من تاريخ مارس 15، 1809- فبراير 24، 1876 م، وهو من المهاجرين المستوطنين العائدين من أمريكا.
ووضع الدستور الأول بمراقبة القساوسة ورجال الدين النصارى فأعطيت النصرانية نصيب الأسد وخولت حظ دين الدولة وهي يومها دين غريب على المواطنين لا يتجاوز أعضاؤها 2٪ واستأثر النصارى المستوطنون بجميع المناصب الحكومية المهمة وأقصى عنها كل من لا يدين بدينهم ولا يسير على منوالهم في الحياة.

ثم فتحت أبواب ليبيريا على مصراعيها لجميع الكنائس العالمية فبدأت تتوافد بالتواتر على الجمهورية الجديدة في أفريقيا الغربية.

 

التقسيمات الإدارية:

تنقسم ليبيريا إلى (15) خمسة عشر مقاطعة إدارية يشرف على كل مقاطعة محافظ يدعى (مراقب التنمية).
ومدينة منروفيا هي العاصمة الإدارية والاقتصادية والسياسية لجمهورية ليبيريا وسميت العاصمة برئيس جيمس مونرو من الولايات المتحدة الأمريكية.

وإليك فيما يلي جدول بأسماء المقاطعات وعواصمها:

ت
المقاطعة
عاصمتها
بعدها عن العاصمة منروفيا بالميل
1
مونتسيرادو (Montserrado)
بنزفيل
22
2
مريلاند (Maryland)
هاربر
466
3
سينو (Sinoe)
غرنفيل
414
4
جراند باسا (Grand Bassa)
بيكانا
86
5
بونج (Bong)
غبارنغا
123
6
جراند جده (Grand Gedeh)
زويدرو
301
7
نيمبا (Nimba)
سانيكوليه
191
8
مرجيبي (Margibi)
كاكاتا
43
9
بومي (Bomi)
توبمان بريج
42
10
لوفا (Lofa)
فونجاما
246
11
جراند كيب ماونت (Grand Cap Mount)
روبورسبورت
78
12
ريفر سيس (River Cess)
كوستوس سيتي
139
13
جراند كرو (Grand Kru)
باركلي فيل
430
14
جباربولو (Gbarpolu)
بوبولو
64
15
ريفر جي  (River Gee)
فيش تاون



وجود الإسلام والنصرانية في جمهورية ليبيريا:

أولا: وجود الإسلام في البلاد: 

مسجد باكيدو/ ليبيريا
يعود وجود الإسلام في جمهورية ليبيريا إلى عهد قديم، ولم نقف - حتى الآن- على دليل وثائقي يحدد لنا بداية وفد المسلمين إليها.
وقد بلغنا أن أول مسجد جامع شيد على أرض جمهورية ليبيريا يرجع تاريخه إلى أواخر القرن التاسع الهجري، وبالتحديد (885 هـــ، الموافق 1481م) وذلك بمدينة "باكيدو" شمالي البلاد - علماً بأن دخول الإسلام إلى المنطقة تم على يد بعض السكان الأصليين "قبيلة مادنغو" وفروعها الذين نزحوا إلى المنطقة من الشمال.

والمعلوم أن سكان ليبيريا يتكونون من ست عشرة قبيلة، كل منها لها لغتها الخاصة بها ومعظم هذه القبائل جاءت أصولها من الشمال (منطقة السفانا) حيث الممالك السودانية القديمة -مملكة غانا ومملكة مالي القديمتان - وذلك لأسباب مختلفة، فإما للحاجة الملحة لتحسين الوضع الزراعي، وإما للبحث عن مصادر الملح الخارج من المحيط، وإما للاعتقاد بأن الغابات الكثيفة كعملة في ضمان الأمن وحرية الزراعة بعيد عن النزاعات والحروب بخلاف مناطق الصحراء، وإما للتبادل التجاري مع البحار الأوربيين، وإما لهذه الأسباب مجموعة.
 ويحدد بعض مؤرخي جمهورية ليبريا فترة هجرات القبائل المذكورة بما بين عامي 389 و 1111هــ، الموافق (1000م و1700م) وهذا أيضا يثبت أصالة الإسلام في هذه المنطقة حيث إن أصول سكانها لم يدينوا بالنصرانية ولا علموا بها، بل كانوا أكثرية وثنية وأقلية مسلمة.
يقول القس الليبيري E. W. Blyden في كتابه "النصرانية والإسلام والجنس الأسود" إذا دخل المعلم المسلم قرية وثنية بكتبه وأوراقه ومسبحته، سرعان ما يلتف حوله الناس، وسرعان ما يبدأ في حل مشاكلهم (صفحة 3- 202) وإذا عرض الإسلام على الوثني كان له أن يختار بين القبول أو الرفض بحرية تامة، ولم يكن مع دعاة المسلمين نقود للرشوة أو وعود جوفاء، فقد دعوا لدينهم في هدوء (صفحة 13 – 14).

فقبيلة مادنغو هي التي قامت بنشر الدعوة الإسلامية في جمهورية ليبيريا، وقد أسسوا ممالك لهم في شمال البلاد ممتدة نحو الجنوب، وكانت السواحل أكثر سكان السواحل وثنيون مع اعترافهم بزعامة ملوك مادنغو عليهم، وكانوا يتحاكمون إليهم فيما يحدث بينهم من خلافات، ويطلبون الحماية من ملوك المسلمين (مادنغو) إذا أراد زعيم وثني آخر ظلمهم، أو أراد غزوهم أحد من الخارج. هكذا كان حال الوثنيين مع القبيلة المسلمة قبل دخول النصرانية. 
وهكذا نجد أن الإسلام دخل إلى المنطقة على يد تجار المسلمين من أبناء البلد الأصليين الذين استطاعوا أن يجمعوا بين التجارة والدعوة وينالوا أعجاب الوثنيين المجاورين لهم بسبب معاملاتهم الحسنة.

وكانت الصوفية هي المبدأ المشهور على أيدي بعض هؤلاء التجار الدعاة، فانحصرت أساليب الدعوة عندهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم والطرق الصوفية وما تفرغ عنها كالتيجانية والقاديانية والقاورية، فكان من أسلم على يد شيخ صار من مريديه يتبرك بخدمته وملازمته ويكون لديه كالميت في يد غاسله فجمدت أفكارهم وخفض عليهم كثير من أحكام الدين الإسلامي في العقائد والعبادات والمعاملات، وانحصر اهتمامهم بطلب رضا الشيوخ وتقديسهم والتبرك بهم أحياء وأمواتا؛ الأمر الذي جرهم إلى الغلو الممنوع وأورثهم تأسيس بدع كثيرة منها إقامة المساجد على قبورهم والاستغاثة بهم وصرف بعض أنواع العبادات لهم كالدعاء والحلف والنذر وغيرها.



ولا تزال هذه الظواهر باقية ومستمرة حتى الآن لاسيما في مقاطعات كيبمانت، ولوفا، وبومي، وغبابولو. ومع كل ما ذكرنا من القصور في مسلمي ذلك العصر إلا أنهم كانوا أرقى من غيرهم في مجالات الحياة إذ كانوا متقدمين على غيرهم في جميع مجالات الحضارة والمدنية فلقد تمكنوا من إقامة ممالك في البلاد منها إقامة مملكة "مانو" (Mano) عام 1036هـــ، 1626م.


لقد وصل الأمريكان في المنطقة في بداية القرن الثاني عشر الهجري وبداية القرن السابع عشر الميلادي، وكوندو سوسايتي في أوائل القرن الثامن العشر الميلادي؛ والمسلمون متحضرون يكتبون العربية ويقرؤونها، وكان يسوس أمورهم حين وصول الأمريكان الملك سَوْبُوسُو كَمارا. وكان أساس حضارتهم الثقافة الإسلامية. ثم آلت الأمور إلى الأمريكان فساسوا البلاد.

هذا، وكان الدعاة المسلمون يمتزجون بالزنوج بالمصاهرة والاختلاط، ويذوبون في المجتمع الإفريقي دون قهر أو ضغط، ولذلك تقبل السود الإسلام وقاموا بدورهم بنشره بين مواطنيهم، ولا أدل على ذلك من دعاة مادنغو الذين أنبثوا في جميع بلاد غرب أفريقيا.


ثانيا: وجود النصرانية في البلاد:

بعد وصول وفود المستوطنين المحررين الأوائل من الأمريكان عام 1236هـ، 1821م، واستيطانهم بأرض ليبيريا، وتأسيس دولة ليبيريا؛ إذ سرعان ما استحوذوا على السياسة وعلى خيرات الدولة مبعدين السكان المحليين من المسلمين والوثنيين، على رغم من أنهم أقلية لا تتجاوز (2%) من إجمالي السكان حينذاك.

وأسست الكنيسة الأولى في البلاد (كنيسة المعمودية) عام 1821م وكان اسمها وقتذاك كنيسة سبعة أعضاء، ومؤسسها: لوت كيري Lott Carey ولد في مدينة ريشمان بولاية فرجينيا عام 1780م.
 
لوت كيري 1780-1828

وكان من ضمن العبيد هو وأبوه فكاتبه سيده على مبلغ قدره 850 دولاراً أمريكياً وبعد استيفاء المكاتبة وتسليم المبلغ إلى سيدهم تحررت أسرة لوت كيري ثم رأت الكنيسة التي كان هو عضواً فيها وهي المعمودية أرادت أن ترسل لوت كيري إلى أفريقيا لإيصال دعوة الصليب وتأسيس فرع الكنيسة فيها فسجلوا اسمه في الفوج الأول من المهاجرين فكان من السابقين إلى المشاركة في الهجرة إلى أفريقيا سعياً لتحقيق أمنية كنيسته في إيصال دعوتهم الخبيثة إلى أفريقيا.
وفي سبيل تطوير هذه الكنيسة بذل لوت كيري أقصى ما يملك من جهد كما أن جمعية الاستعمار الأمريكية في ليبيريا سخرت له كل التسهيلات الممكنة حتى تمكن من تأسيس الكنيسة في غضون ست سنوات لتكون النواة الأولى للكنائس فمات في عام 1828م واستحق بذلك تكريما من قبل الدولة وأعضاء الكنيسة، ومن ذلك:
  1. سمي باسمه شارع مشهور في قلب مدينة منروفيا يسمى كيري ستريت (Carey street). 
  2. سمي باسمه مركز كبير من مراكز تعليم كبير في إحدى الإرساليات (Mission) قرب منروفيا طريق بومي هيلس باسم ارسالية لوت كيري في حي بروفيل فرجينيا.
  3. سميت المنطقة التي يقع فيها مركز إرساليات لوت كيري باسم فرجينيا تخليداً لذكرى مولده لأنه ولد في فرجينيا في أمريكا.
  4. سمي باسمه قرية إستراتيجية في طريق كاكاتا (Careysburg).

Providence Baptist Church
Monrovia, Liberia
وبعد موت لوت كيري واصل خلفاؤه في الكنيسة السير وساهموا في مجالات التعليم والصحة والاجتماع بنشاط مستمر فروج لها ذلك كما رفع من شأن هذه الكنسية كون بعض كبار الوزراء والرؤساء من أعضائها مثل الرئيس الأسبق وليام في اس تولبرت الذي حكم البلاد من 1971م حتى 1980م فلقد كان رئيساً للكنيسة الأمر الذي أكسبها شعبية محلية وشهرة عالمية فتسابق ضعاف العقول إلى الانتماء إليها تقرباً إلى رئيس الجمهورية وتملقاً له.

وخلال الحكومات المتعاقبة، شهد المسلمون تهميشا مطبقا، وإقصاء كليا عن أمور الدولة. بل لم يكن يعترف بمواطنتهم، غير أنهم في ظل حكومة الرئيس رقم 18 توبمان (William V.S. Tubman 1941-1971) وجدوا متنفسا قليلا؛ إذ اتبع الرئيس سياسة منفتحة على المحليين من المسلمين وغيرهم؛ فاعترف لهم بحق المواطنة، وبتقلد مناصب حكومية.
مومولو دوكولي Momolu Dukuly
وكان أول وزير مسلم بل فحسب، أول وزير الخارجية من الشعوب الأصلية (من 1954-1956) السيد مومولو دوكولي (1903-1980) Momolu Dukuly من قبيلة ماندينغو، و كان وزير الخارجية الثاني تحت قيادة الرئيس رقم 18 للدولة. فقد سبقه غابرييل لافاييت دينيس Gabriel Lafayette Dennis وحل محله جوزيف رودولف غرايمز Joseph Rudolph Grimes. 
ودوَّن بعض المؤرخين أن دوكولي كان مسلما، ولكنه اعتنق الدين المسيحية قبل توليه منصب الوزارة، إلا أنّي لم أتأكد من صحة هذا النقل في الوقت الراهن.
وفي عهد الرئيس توبمان أسس المجلس الإسلامي لمسلمي ليبيريا عام (1960م)، وتحسنت أوضاع المسلمين بعد ذلك تدريجيا في عهد الرئيس وليام تولبر (William S. Tolbert 1971-1980).

والآن وبعد الحرب الأهلية - وهي حرب في واقع الأمر "حرب إبادة" كانت ضد قبائل مادنغو المسلمة وكران، ولكن الإعلام الدولي بشكل عام لم يعترف بهذا الواقع- أكدت الدراسة عن واقع الدعوة الإسلامية في ليبيريا بين الماضي و الحاضر أن الحاجة إلى الدعوة فيها واضحة جلية؛ وذلك أن المسلمين في هذه البقعة قد تأثروا بسبب العوامل التاريخية بالحياة الغربية والنصرانية. 
الحرب الأهلية/ ليبيريا

ورغم أن المسلمين في ليبيريا أقلية كغيرها من الأقليات بكثرة المعانات وهضم الحقوق الأساسية مشيرة أن الإرساليات الـتنصيرية منذ بداية عملية التنصير قد غرست فكرة أن ليبيريا أسست على مبادئ نصرانية، ولم تكن هذه المقولة مجرد عبارة تقال وإنما كانت سياسة مطبقة ضد المسلمين في البلاد ولذا فإن النصرانية قطعت شوطا خطيرا في تنصير مجموعة كبيرة من أهالي ليبيريا ومن ضمنهم أبناء المسلمين كما سبق. 

وتشير الدراسة إلى دور المؤسسات الإسلامية العالمية، ومؤازرتها للمؤسسات في ليبيريا، حيث خصصت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منحا دراسية لتأهيل بعض أبناء ليبيريا للدعوة في معاهد وكليات الجامعات المختلفة، وحذت حذوها جامعات إسلامية أخرى في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها في الدول الإسلامية و العربية، وبعودة هؤلاء الشباب مؤهلين ومسلحين بالعلم الصافي أخذت الأعمال الإسلامية وجها آخر، غير الأول فأخذوا يتنافسون في رعاية هذه الصحوة وحماية أبناء المسلمين من التغرير بهم إلى النصرانية، بل أصبح النصارى هم الذين يهتدون يوما بعد يوم إلى الإسلام على أيدي دعاة الإسلام، ورفع معنويات العاملين في حقل الدعوة، حيث ازداد التعاون والزيارات بين المنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية مع بعضها؛ لأجل التعاون مع مسلمي ليبيريا، مثل:
الزيارات التي قامت بها الرابطة العالم الإسلامي، والرئاسة العامة لإدارات البحوث الإسلامية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وجمعية الدعوة الإسلامية بليبيا، وجمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت، ولجنة مسلمي إفريقيا، والبنك الإسلامي للتنمية، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، والندوة العالمية للشباب المسلم.

وبفضل الله ثم بتعاون هذه المؤسسات والمؤسسات المحلية مثل:
جمعية أهل السنة الخيرية، وتعاون ومساعدة رمزية من الرؤساء من لدن الرئيس توبمان إلى الرئيسة الحالية إلين جونسون سيرليف (Ellen Johnson Sirleaf) ارتفع الوعي الإسلامي بين المسلمين في البلاد، مما أخاف بعض النصارى لأنهم اعتبروا ذلك تحديا لهم ، وبدأت المصادمات بينهم وبين المسلمين، وعقدوا لذالك مؤتمرات مختلفة؛ لإعاقة هذه الصحوة، وإيقاف تلك الدعوة الإسلامية المباركة، وقد أدرك النصارى جدية الصحوة، ووضعوا لها ألف حساب، فتوافدت الكنائس من أنحاء العالم، إثر ذلك قاموا بتأسيس فروع لمعظم الكنائس العالمية في (منروفيا ) عاصمة الدولة.

وما هي إلا فترة حتى أصبح في ليبيريا فروع لكل الفرق النصرانية العالمية، حيث أصبح الهدف المشترك بينهم هو صرف المسلمين عن الإسلام والسعي إلى تنصيرهم بالدروس والخطب، وتوفير الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية لهم، كما قرروا عدم منح أي منصب حكومي وظيفي إلا لمن تقوم الكنيسة بتزكيتهم، بشرط أن لا يحملوا اسما إسلاميا. وسعيت الكنائس إلى أن تثبت لدى الجميع أن ليبيريا أسست على مبادئ نصرانية، عن طريق إيجاد كنيسة في كل وزارة ومعه قس، وكذلك في مجلس النواب فلابد من ممثل الكنيسة يراقب القرارات التي تتخذ.

غير أنه ورغم كل ذلك التزمت الدعوة السلفية بمبادئ أهل السنة في تحركها وانتهاج منهج الحكمة والموعظة الحسنة والتربية وفي سبيل ذلك استطاعت الجماعة السلفية في مختلف المناطق الهيمنة على جل المساجد والمدارس الإسلامية المتواجدة في أغلب المقاطعات والمحافظات.    

جدول بيانات موجزة عن جمهورية ليبيريا واقتراحاتي:

أولا، بيانات موجزة عن ليبيريا:


ثانيا، اقتراحاتي:

أقترح ضرورة بناء مراكز إسلامية، وترميم المساجد والمدارس، وإعادة بناء ما تهدم منها؛ لتكون بمثابة مصادر إشعاع للدعوة الإسلامية فيها، وزيادة عدد الدعاة المؤهلين من أبناء جمهورية ليبيريا؛ ليجوبوا مختلف المناطق خاصة بعد الانتهاء من الحروب الأهلية التي قضت على كثير من مقدرات الشعب الليبيري. وأطلب بتزويد البلاد بعدد كبير من المصاحف والكتب الدراسية مع ضرورة عقد الدورات التدريبية للأئمة والدعاة سنويا؛ لرفع مستواهم مهنيا، كما أنني أطلب بحفر الآبار وكفالة الأيتام.

وإليكم جدول أنواع المشاريع الخيرية وتكاليفها بالدولار وبالريال السعودي

ت
أنواع المشاريع
تكاليف المشاريع بالريال
تكاليف المشاريع بالريال
1
حفر البئر (عادي)
من 700  - 850  دولار
2625  -  3187 ريال
2
حفر بئر ( ارتوازي)
من 3000  -  5000  دولار
11250 -   18750 ريال
3
بناء مدرسة
من 7000  -   20000 دولار
26250   -   75000  ريال
4
بناء مسجد
من 10000  دولار
37500 ريال
5
تمويل مدرس حلقة تحفيظ
من 100 - 500  دولار
375 -  1875 ريال شهريا
6
تمويل مدرس المدرسة النظامية
من 100-  500  دولار
375 -  1875 ريال شهريا
7
تمويل مسابقة حفظ القرآن
1000 – 2000 دولار
3750  -  7500  ريال
8
تمويل المؤلفة قلوبهم
من 50 دولار 800 دولار
187  -  3000  ريال
9
مشروع إفطار صائم
من  1000  -    1500 دولار
3750  -  5625 ريال
10
تمويل طالب فقير يدرس في حلقة تحفيظ القرآن الكريم
من 100  -  600 دولار
375  -  2250 ريال
11
ترميم مسجد ( التلوين والسباكة)
850  -  2000 دولار
3187  -  7500 ريال
12
توسعة المسجد
من 2500  -  10000 دولار
9375  -  37500 ريال
13
شراء ميكرفونات المسجد
من 350  -  1000 دولار
1312 -  3750 ريال
14
بناء دكاكين ليصرف على الإمام
والمؤذن والقائم بنظافة المسجد
من 10000 -  30000 دولار
37500 -  112501 ريال
15
شراء بقعة ليبنى عليها مسجد والمدرسة
من 10000  -  50000 دولار
37500  -  187502 ريال
16
بناء مسجد صغير في استراحة طريق سفر
من 3000  -  10000 دولار
112501 ريال  -  37500 ريال
17
شراء كنيسة قرب مسجد لهدمها وبناء بدلها مدرسة لراحة المسليمن في المنطقة
10000  -  40000 دولار
37500 -  150002 ريال
18
بناء مستشفى أهلية للمسلمين
من 20000  -  50000 دولار
75000  -    187500 ريال
19
تمويل فرق تجهيز الأموات وحرّاس المقابر
من  80  -     1000
300   -    3750  ريال

20
تسديد رسوم دراسة يتيم
100  -   500 دولار
375  -  1875 ريال
21
شراء ساعات  من الإذاعة للدعوة
26  - 100 دولار
100 – 375 ريال
22
إقامة الدورات التدريبية للأئمة والدعاة والخريجين الجدد من الثانوية والمسلمين الجدد
3000  -  5000 دولار
11250 -   18750 ريال


أهم المراجع:

  1.   جهود الخريجين في مقاومة التنصير في سيراليون وليبيريا د. عباس كانه.
  2.   مسلمو ليبيريا والتنصير، مفتي ديار ليبيريا الشيخ أبوبكر موري سوماورو.
  3.  دراسات عامة عن الأقلية الإسلامية في ليبيريا، في الأقلية المسلمة في العالم، الندوة العالمية للشباب الإسلامية ( الرياض: 1420/2000م).
  4. Biography of Elder Lott Cary, Late Missionary to AfricaBy J. B. TAYLOR, Pastor of the Second Baptist Church, Richmond, Va.
  5.   Preparing The Next Genocide، By Abdoulaye W. Dukule
  6.   ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.  


الباحث
أبو تروية إبراهيم عبد الرزاق كوني
drkonneh1@gmail.com

Related

History & Geography 6731071801893248872

Post a Comment

  1. دكتور حفظكم الله من كل سوء ومكروه حقيقة مضمون هذا البحث القيم يعكس حقيقة هذه الدولة ونتمنى منكم مزيدا من المعلومات يا أبا تروية حبيبي

    ReplyDelete

emo-but-icon

Hello

Hello

Welcome to my Blog

I hope you find it More admirable & appreciable, and I guess you obtain your needs. Never mind to comment and express your opinions for anything needs to be modified or improved.
These views expressed what in the conscience of the writer with evidence at this time, debatable, subject to change due to the changing of the times and places.

Hot in week

Recent

Comments

item